الجزء الاول
[size=16]خراب رهيب كان بالامس القريب، يوم كان النهر يحترم الفصول و يروي الحقول، أراض حية لا يفرط المرء في شبر واحد منها.[/size]
[size=16]خراب
إتخذها الناس مساكن، طين على أحجار صماء، ترافقهم العيش فيها الزواحف و
الفئران. القنفذ يفضل إتخاذها مرتعا ليليا لتأمل جمال القمر. [/size]
[size=16]في إحدى هذه المنازل البسيطة، يعيش زوجان مسننان بدون ذرية. لا يكاد ُيسمع لهما صوت و كأنهما سر. سر غريب.[/size]
[size=16]يقولون
أن الزوج قطع مدن الشمال مدينة مدينة، وصل أوربا أيضا بحثا عن ثراء لا
يوجد إلا في الاحلام. إسمه بوشعيب. بوشعيب قضى مدة في مدينة الجديدة.[/size]
[size=16]الزوجة العجوز لا يعرفون عنها شيئا. الاكيد انها ليست من منطقتهم. من جبل مجاور، ربما.[/size]
[size=16]منذ
عودة بوشعيب من مدن شمال المغرب إلى قريته، لم يغادرها قط. لم يعد الشمال
يستهويه. إن تحرك من مكانه فمن إجل حضور موسم من المواسم كموسم سيدي أحمد
أو موسى. يتحرك أيضا كل أربعاء في آتجاه السوق الاسبوعي ممتطيا الحمار.[/size]
[size=16]حمار خجول جدا من فرط حسن المعاملة التي يتلقاها. لم يتلق يوما ضربة من سيده. دلال كامل.[/size]
[size=16]كان
بوشعيب رجلا عالما يملك مخطوطات نادرة، متعلق قلبه بالمسجد لدرجة أن الناس
يقولون أنه من الذين سيدخلون الجنة. هو المكلف بتسيير المسجد، و كذلك كان
"أنفلوس" المنطقة: يعود الناس إليه في نزاعاتهم، يكتب رسائلهم.[/size]
[size=16]لكنه يبقى سرا. سر غريب.[/size]
[size=16]يقولون أنه أمضى شبابا فوضاويا لا يحب الحديث عنه، و أنه كان في السجن.[/size]
[size=16]كل هذا الكلام لا يهمه.[/size]
[size=16]له
متجر في الجديدة، و قد كلف أحدا بالتكفل به. تصل بوشعيب في كل مرة وصل
فيه من المال ما يكفي ليعيش يراحة هو وزوجته. القط يعيش حياة الملوك في
هذه الاسرة: اللحم عدة مرات في كل شهر.[/size]
[size=16]يتمتع
العجوز بالطجين البلدي الذي تتقنه زوجته، و أكواب الشاي التي لا تكاد تعد.
و أثناء جلسات الشاي الليلية، يتأمل العجوزان الحياة و السماء المقمرة.
بوشعيب يدخن لفافات السجائر التي يعدها بيديه.[/size]
[size=16]في الحظيرة المجاورة، البقرة لا تصدر صوتا. إنها نائمة تقول العجوزة. تحبها حبا كبيرا لانها تكرمهم بالحليب و الجبن.[/size]
[size=16]يحترم
الناس هذه الاسرة المكونة من الزوجين و بعض الحيوانات. يحترمونهم لكنهم لا
يجرؤون الاستفسار عن سبب عدم الانجاب. قد يقبل المجتمع أمرآة عاقرا. لكن،
ان يكون الرجل هو العاقر، هذا ما لا يمكن تقبله.[/size]
[size=16]لا يفكر العجوز في الموضوع. هو يعتقد أن الحياة الحقيقية هناك. الجنة. يتساءل: هل بإمكانه الانجاب في الجنة؟[/size]
[size=16]ثم يعود بالتفكير إلى الاسر التي تنجب. ماذا أعطت؟ لا شيء. شباب و كبار يغادرون الارض نحو الشمال. لماذا الانجاب إن كان يعطي فاشلين.[/size]
[size=16]بعد حوار هادئ مع الزوجة، يرتشف العجوز الشاي الذي يعشقه حد الجنون.[/size]
[size=16]يتمدد الزوجان جنبا إلى جنب، في نوم هادئ تحت ضوء القمر.[/size]
[size=16][size=21]الجزء الثاني[/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]يدأت
مظاهر العصرنة تضرب القرية. أخذ الناس يبنون منازل حديثة، و آستغنوا عن
الرحى التقليدية، بدأوا يشترون السيارات... لكن العجوز و زوجته بقيا كما
كانا.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16] " أنا حارس التقاليد" هذه هي إجابة العجوز لكل من سخر منه وهو يمتطي حماره نحو السوق. [/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]للاسف
الشديد، تحمل العصرنة مبادئ أيضا. بدأ الشباب يبتعدون عن الارض، يبحثون عن
الكنز في الشمال، و يأتون و أولادهم لا يتكلمون حرفا واحدا من لغتهم
الاصلية: فلا هم هناك و لاهم هنا. الانجاب يكون في بعض الاحيان خراب.
هكذا يطمئن العجوز العاقر نفسه.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]يسأل العجوز بوشعيب زوجته: لماذا لا تريدين أن نذهب بالطحين إلى المطحنة؟ إنك تتعبين.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]تجيبه:
العمل يجعل مني إمرأة تقاوم الزمن. أنظر إلى نساء الحضارة. كل شيء متوفر
لهم: آلات كهربائية... لا يقمن بشيء، لا يتحركن. و النتيجة:[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]نساء سمينات دائمات المرض و التعب.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]في أحد الايام، ينادي العجوز زوجته: أريد أن أخبرك بشيء مهم. أنت سعيدة معي أليس كذلك؟[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]- نعم... لكن دون أطفال.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]-
لا يهم. حتى الملوك الكبار حرموا من الانجاب. إنه ليس عيبا. سيدنا موسى لم
يكن له ولد. سيدنا عيسى أيضا. سيدنا محمد فقد الولد الوحيد الذي لديه.
أنظري أيضا إلى الملك ألكسنر، لم يترك وريثا فتنافس الجنود على حكمه. هذه
سنة الحياة، و أنا مؤمن بالقدر.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]- قلت أنك تريدني في شيء مهم.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]- آه، نعم. كل ما أتمناه، هو أن تكوني أنت حور عيني في الجنة. لا أريد عجوزا أخرى غيرك. أحبك كثيرا عجوزتي.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]تبتسم العجوز وتنصرف إلى عملها.
[/size][/size][/size]
[size=16]خراب رهيب كان بالامس القريب، يوم كان النهر يحترم الفصول و يروي الحقول، أراض حية لا يفرط المرء في شبر واحد منها.[/size]
[size=16]خراب
إتخذها الناس مساكن، طين على أحجار صماء، ترافقهم العيش فيها الزواحف و
الفئران. القنفذ يفضل إتخاذها مرتعا ليليا لتأمل جمال القمر. [/size]
[size=16]في إحدى هذه المنازل البسيطة، يعيش زوجان مسننان بدون ذرية. لا يكاد ُيسمع لهما صوت و كأنهما سر. سر غريب.[/size]
[size=16]يقولون
أن الزوج قطع مدن الشمال مدينة مدينة، وصل أوربا أيضا بحثا عن ثراء لا
يوجد إلا في الاحلام. إسمه بوشعيب. بوشعيب قضى مدة في مدينة الجديدة.[/size]
[size=16]الزوجة العجوز لا يعرفون عنها شيئا. الاكيد انها ليست من منطقتهم. من جبل مجاور، ربما.[/size]
[size=16]منذ
عودة بوشعيب من مدن شمال المغرب إلى قريته، لم يغادرها قط. لم يعد الشمال
يستهويه. إن تحرك من مكانه فمن إجل حضور موسم من المواسم كموسم سيدي أحمد
أو موسى. يتحرك أيضا كل أربعاء في آتجاه السوق الاسبوعي ممتطيا الحمار.[/size]
[size=16]حمار خجول جدا من فرط حسن المعاملة التي يتلقاها. لم يتلق يوما ضربة من سيده. دلال كامل.[/size]
[size=16]كان
بوشعيب رجلا عالما يملك مخطوطات نادرة، متعلق قلبه بالمسجد لدرجة أن الناس
يقولون أنه من الذين سيدخلون الجنة. هو المكلف بتسيير المسجد، و كذلك كان
"أنفلوس" المنطقة: يعود الناس إليه في نزاعاتهم، يكتب رسائلهم.[/size]
[size=16]لكنه يبقى سرا. سر غريب.[/size]
[size=16]يقولون أنه أمضى شبابا فوضاويا لا يحب الحديث عنه، و أنه كان في السجن.[/size]
[size=16]كل هذا الكلام لا يهمه.[/size]
[size=16]له
متجر في الجديدة، و قد كلف أحدا بالتكفل به. تصل بوشعيب في كل مرة وصل
فيه من المال ما يكفي ليعيش يراحة هو وزوجته. القط يعيش حياة الملوك في
هذه الاسرة: اللحم عدة مرات في كل شهر.[/size]
[size=16]يتمتع
العجوز بالطجين البلدي الذي تتقنه زوجته، و أكواب الشاي التي لا تكاد تعد.
و أثناء جلسات الشاي الليلية، يتأمل العجوزان الحياة و السماء المقمرة.
بوشعيب يدخن لفافات السجائر التي يعدها بيديه.[/size]
[size=16]في الحظيرة المجاورة، البقرة لا تصدر صوتا. إنها نائمة تقول العجوزة. تحبها حبا كبيرا لانها تكرمهم بالحليب و الجبن.[/size]
[size=16]يحترم
الناس هذه الاسرة المكونة من الزوجين و بعض الحيوانات. يحترمونهم لكنهم لا
يجرؤون الاستفسار عن سبب عدم الانجاب. قد يقبل المجتمع أمرآة عاقرا. لكن،
ان يكون الرجل هو العاقر، هذا ما لا يمكن تقبله.[/size]
[size=16]لا يفكر العجوز في الموضوع. هو يعتقد أن الحياة الحقيقية هناك. الجنة. يتساءل: هل بإمكانه الانجاب في الجنة؟[/size]
[size=16]ثم يعود بالتفكير إلى الاسر التي تنجب. ماذا أعطت؟ لا شيء. شباب و كبار يغادرون الارض نحو الشمال. لماذا الانجاب إن كان يعطي فاشلين.[/size]
[size=16]بعد حوار هادئ مع الزوجة، يرتشف العجوز الشاي الذي يعشقه حد الجنون.[/size]
[size=16]يتمدد الزوجان جنبا إلى جنب، في نوم هادئ تحت ضوء القمر.[/size]
[size=16][size=21]الجزء الثاني[/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]يدأت
مظاهر العصرنة تضرب القرية. أخذ الناس يبنون منازل حديثة، و آستغنوا عن
الرحى التقليدية، بدأوا يشترون السيارات... لكن العجوز و زوجته بقيا كما
كانا.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16] " أنا حارس التقاليد" هذه هي إجابة العجوز لكل من سخر منه وهو يمتطي حماره نحو السوق. [/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]للاسف
الشديد، تحمل العصرنة مبادئ أيضا. بدأ الشباب يبتعدون عن الارض، يبحثون عن
الكنز في الشمال، و يأتون و أولادهم لا يتكلمون حرفا واحدا من لغتهم
الاصلية: فلا هم هناك و لاهم هنا. الانجاب يكون في بعض الاحيان خراب.
هكذا يطمئن العجوز العاقر نفسه.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]يسأل العجوز بوشعيب زوجته: لماذا لا تريدين أن نذهب بالطحين إلى المطحنة؟ إنك تتعبين.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]تجيبه:
العمل يجعل مني إمرأة تقاوم الزمن. أنظر إلى نساء الحضارة. كل شيء متوفر
لهم: آلات كهربائية... لا يقمن بشيء، لا يتحركن. و النتيجة:[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]نساء سمينات دائمات المرض و التعب.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]في أحد الايام، ينادي العجوز زوجته: أريد أن أخبرك بشيء مهم. أنت سعيدة معي أليس كذلك؟[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]- نعم... لكن دون أطفال.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]-
لا يهم. حتى الملوك الكبار حرموا من الانجاب. إنه ليس عيبا. سيدنا موسى لم
يكن له ولد. سيدنا عيسى أيضا. سيدنا محمد فقد الولد الوحيد الذي لديه.
أنظري أيضا إلى الملك ألكسنر، لم يترك وريثا فتنافس الجنود على حكمه. هذه
سنة الحياة، و أنا مؤمن بالقدر.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]- قلت أنك تريدني في شيء مهم.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]- آه، نعم. كل ما أتمناه، هو أن تكوني أنت حور عيني في الجنة. لا أريد عجوزا أخرى غيرك. أحبك كثيرا عجوزتي.[/size][/size][/size]
[size=16][size=21][size=16]تبتسم العجوز وتنصرف إلى عملها.
[/size][/size][/size]
